تشير البيانات الرسمية الصادرة من وزارة التضامن الوطني أن الجزائر تضم أزيد من 30 ألف مصاب بتريزوميا 21 أو ما يعرف بـ "المنغوليين"، بمعدل ستة آلاف حالة جديدة كل سنة، ووصل عددهم في العالم العربي ثمانية ملايين مصاب، أما أوروبا فتحتوي على 400 ألف مريض بمعدل حالة في كل 650 ولادة.
وعرف حميد عوامري مختص في الأمراض الجينية هذا الداء على أنه خلل في عمل الجينات الخلقية التي تتفاعل عند عملية الإخصاب، حيث تحدث طفرة في الكروموزوم رقم 21 الذي ينتج عنه ثلاثة كروموزومات بدل اثنين مما يتسبب في إعاقة ذهنية وتشوهات خلقية، وأكد أن زواج الأقارب والزواج المتأخر يعتبران من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بمرض التريزوميا 21، حيث يقع احتمال تسجيل حالة في 2000 ولادة للنساء المتزوجات في سن العشرينات، كما تسجل حالة في كل 400 ولادة للمتزوجات في سن الثلاثينات، وحالة في كل 100 ولادة للنساء المتزوجات في سن الأربعينات، وأضاف أن عمر المصابين بمرض التريزوميا في الجزائر في سنوات الخمسينات كان لا يتجاوز 20 سنة ليتجاوز سنة 2010 ستون سنة بفضل الرعاية الصحية والنفسية للمصابين بهذا الداء، حيث تتكفل وزارت التضامن بـ2500 مصاب عبر 82 مركزا متوزعا عبر كافة التراب الوطني، كما تتكفل الجمعيات بأزيد من 1200 مصاب، وهذا ما يفسر أن الدولة تتكفل بـ3700 مريض من إجمالي 30 ألف مصاب عبر التراب الوطني، هذا ما اعتبره المتحدث بالإجراء غير الكافي في ظل المعاناة التي تكابدها العائلات التي تضم المصابين بهذا الداء الذي تترتب عنه مضاعفات صحية ونفسية وحركية خطيرة في ظل غياب التكفل، خاصة في القرى والمداشر النائية التي تكثر فيها الإصابات جراء اعتمادها في كثير من الأحيان على زواج الأقارب.