-تستخدم العربية في أروقة الأمم المتحدة، ضمن لغاتٍ ستٍ هي الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية (لغات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن) ثم العربية والأسبانية.
2- كانت العربية لغة الدولة الأُموية ثم العباسية وحتي الدويلات بعد ذلك، فانتشرت فيما وراء النهر ( في خراسان والتركستان) وفي افريقيه وجنوبي الصحراء الكبرى، فكان من أثر ذلك أننا نجد اليوم اللغة التركية والفارسية تزخران بالكثير جداً من الألفاظ العربية. بل وهناك مزيج أفريقي بين العربية ولغة البانتو ، أفرخ اللغة المسماة (Suahili) السواحلية، اللغة الرسمية في كينيا وتنزانيا وأقاليم أخرى حولهما.وهم ينطقون الرقم 25- إشريني نا همسا و 26 إشريني نا ستا ,يقولون (أحسنتى) بمعنى شكرأ و (نسامحى )بمعنى معذرة ويستعملون كلمات مثل: أسكري إذاعا ... وهكذا اليس هذا من روعة وقوة العربية؟
3- هناك دولة أوروبية تتحدث العــربـــيـــة بإحدى لهجاتها العامية، وتكتبها بأحرف لاتينية. وأعتقد أن الكثير منا يعرف هذه الدولة. فما هي؟ هذا ناهيك عن الكلمات الأوروبية الكثيرة ذات الأصل العربي، ولهذا حديث منفصلٌ إن شاء اللهُ.
4- بعيدأ عن القارات المجاورة لنا، إذا ذهبنا إلى أمريكا الاتينية، فسنجد كلمات عربية كثيرة مثل مخدة (Mohada) والزيتون (Azaton)لأن دولها - عدا البرازيل- تتحدث الأسبانية التي انتقلت إليها مع حملات إيزابيلا وفرديناند عقب سقوط الأندلس في 2 يناير 1492.
5- عدد الإذاعات الأوروبية والأمريكية والكندية والآسيوية التي تبث بالعربية أكثر من أن تحصر.
6- اللغة العربية هي الوحـيـدة على وجه الأرض، التي يقرأ أهلها نصوصأ لها منذ أربعة عشر قرنا ، ولا يصادفهم سوى بعض مفردات قديمة. وقد يقول قائلٌ إن اليونانية أقدم من العربية، ولكن اليونانية كما يقول دارسوها أنها تغيرت مرتان عبر التاريخ فصارت اللغة الحديثة الحالية لا علاقة لها بالقديمة ، سوى في الأحرف.
ومن ناحية أُخرى يدرس طلاب الأدب الإنجليزي شعر كيتس و شكسبير على أن لغتهم اللغة الإنجليزية القديمة (Old English) حيث يختلف الأسلوب والمفردات وحتي الضمائر، فمن منا اليوم يفهم الضمير (Thee , Thou) وهما بمعنى أنـت (في الفاعل) وأنت (مفعول به)؟!! رغم أن عمر هذا الشعر لا يتجاوز 4 أو 5 قرون فقط.
أما كلام الشعراء الجاهليين فلم تختلف عندهم الضمائر (أنا وأنت وهو) ولنقرأ معأ قول زهير بن أبي سُلمى منذ 15 قرناً:
فلا تكتمُن اللهَ مافي نفوسكم ... ... ليخفى ومهما يكتمِ اللهَ يعلمِ
أو قوله
ومن لم يذُدْ عن حوضِهِ بسلاحِهِ ... ... يهدَّمِ ومنْ لايظلِمِ النَّاسَ يُظلَمِ
فهل هناك لغة أخرى لها هذا العمر الطويل ، ولم تمت كما ماتت اللاتينية في روما أو تبدلت كما حدث في اليونان، وهي لاتزالُ تستخدمُ في الأدبِ والعبادةِ والرياضياتِ والعلومِ والفلكِ والمحاسبةِ وحتي في البرمجيات لاسيما في شركة مايكروسوفت.
والحمد لله على ذلك، ولكن لمذيعاتنا موقف آخر، إذ قررن مقاطعة أحرف الصاد و الطاء والظاء فيقلن:
فسل السيف التويل - فصل الصيف الطويل
والزلم - الظلم- وهكذا
ويجاهر أحد المذيعين المصريين في قناةٍ فضائية أنه ضعيف في العربية ، رغم أن المطلوب منه كمذيع لا التحليل السياسي ولا الإخراج ولا أي شيء سوى اللغة ، واللغة فقط !!! فسبحان الله لم نسمع عن مذيع فرنسي ضعيف في الفرنسية أو الماني ضعيف في الألمانية بل نسمع نشرة أخبار هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بالعربية - الأجنبية بالنسبة لها - أروع وأجمل وأمتع من أسلوب نشرة أخبار بلد الأزهر الشريف وبلد ابن منظور واضع لسان العرب وبلد مشايخ القراء واعتماد طباعة المصاحف في العالم، فسبحان الله وياللعجب على بلد العجائب والمتناقضات!!